يامادا السفاح .. رغم اربع السنوات التي مرت على إبتكاري هذه الشخصية
قررت إعادة كتابتها و سأنشرها لكم في هذا المنتدى ... ارجوا ان تستمعوا بقرائتها
ملاحظة : القصة لسيت مناسبة لأصحاب القلوب الضعيفة
يامادا السفاح : حين القتل يصبح سهلا
في الظلام ، وفي قرية محترقة .. بدأ كل شيء ، كان فتى في العاشرة من عمره يقف في وسط اللهب . أدمعت عيناه من الخوف ، و تحركت قدمه دون إرادته ، وقف أمام جثة عائلته ، تقدم نحو جثة والديه بجسد يرتجف . حدق بهم ، ثم بدأ يصيح كالمجنون ، وسط بحر من الدماء ، و الأحشاء و الأطراف ، اقترب منه المهاجمين الذين هجموا عليهم و تسببوا بالدمار و الإبادة الجماعية لقريته . نظروا إليه من فوق صهوة أحصنتهم الآلية ، و أحدهم يشير للآخر بقتل الفتى . نظر إليهم الفتى بنظرات و كأنه فقد عقله ، أخذ ينظر إلى المكان بحثا عن شيء حاد ، حتى وقعت عيناه على شيء .
تقدم إليه أحد المهاجمين قائلا : حسنا يا فتى ....
أخرج سيفه وهو يصرخ : ستموت الآن !!
و تهشم رأس المهاجم . حدق به البقية باستغراب ، و القائد يقول : ما الذي .......؟!!
كان الفتى يمسك بفأس ثقيل و هو يحدق بهم قائلا : الموت ..... الموت لكم جميعا !!
و رفع الفأس عاليا رغم ثقله ، و لوح به أمام قائد المجموعة ، فأصابه بخدش صغير . بدأ الغضب يرسم ملامحه على وجه القائد ، فلوح بسيفه العريض ، و أصاب الفتى في صدره مباشرة ، فسقط على الأرض و الدماء تسيل من جسده بغزارة ، فقال القائد : لنرحل من هنا ، لم يعد لنا أي عمل نفعله ، سينزف هذا الصغير حتى الموت ..
فسأله أحدهم : و ماذا عن الكنز ....؟
فرد عليه القائد : إنها مجرد أسطورة سخيفة و قد صدقناها لأننا أغبياء ، لكنها ليست بمشكلة ، لقد أزلنا من طريقنا أكبر عقبة ....
و رحلوا عن القرية .
بدأت الغيوم تتجمع بفعل الضغط المنخفض للجو الذي تسبب به دخان النار المشتعلة . حرك ذلك الفتى يده .. أخذ يحاول الوقف مستندا على فأسه الثقيلة ويده مليئة بدماء ، حاول المشي رغم جرحه البليغ ، حتى ظهر طيف أمامه ... نظر إليه الفتى قائلا بوهن : من ...من أنت ؟
تقدم الطيف إليه وهو يقول: أنا ؟ ....أنا من سيعطيك تلك القوى قوى التي تجعلك قويا لحد لا يوصف ..
و مد يده التي كان يحمل بها قناعا ، و هو يكمل : قناع السفاح ... هل تريد الحصول عليه و تعيش ؟ ...أم ترفضه و تموت...اختار يا يامادا ياما.
مد يامادا يده و أمسك بالقناع وهو يقول: سآخذه منك .... سأكون أقوى ... سأكون سفاحا .
(يامادا ياما ، العمر : 10 سنوات ، لون بؤبؤ العين : أسود ، لون الشعر : أسود ، طول الشعر : متوسط)
و نزلت صاعقة .
بعد عشر سنوات .. في جنازة لأحد كبار الشخصيات ، و في تلك المسيرة التي يحمل بها الأشخاص التابوت إلى المقبرة ، بدأ أحدهم يتقدم بخطى متسارعة ، ثم أخرج فأس ذو صحنين قاطعين . حدق به البعض بذهول ! ، حينما أشير إليه بنادق مسدسات . قبل أن يصل الشخص الذي كان يستهدفه ، توقف عن الركض ... ثم قال: لقد وقعت في الفخ كما توقعت ...و الآن أخبرنا من تكون أنت ؟
فرد صاحب الفأس بسخرية : ألم تتعرف على الشخص الذي سبب لك الجرح الذي في وجهك ..
وضع المستهدف يده على الجرح في وجهه الذي لم يندمل بعد قائلا : غير معقول! ألا زلت على قيد الحياة ؟!
فرد صاحب الفأس وهو يطلق صوت سخرية : نعم... أعيش لهدف واحد ....
أخذ يتقدم نحوه فصاح عليه رئيس الكتيبة : لا تتحرك و إلا سنطلق النار عليك..
نظر إليه ببرود . اخترقت رأسه شفرة و خر صريعا . قال صاحب الفأس : إنني هنا لهدف واحد .. وهو قتلك ... ولا أريد تلطيخ يدي بدماء أناس أغبياء ...
فرد المستهدف : مضحك جدا.... إذا كنت لا تريد الموت فأفضل لك التوقف بمكانك !
لم يستمع إليه ، فأخذت الكتيبة بإطلاق النار عليه ، فارتدت الطلقات وهو يتقدم نحوه في وسط دهشة من الحاضرين ، عندما وصل أمامه اختفى دون أثر ، ثم أنطلق صوته وهو يقول : لن أقتلك مباشرة ، بل سأجعلك تتعذب .... حتى تتمنى الموت ...هل تفهم ؟ حتى الموت ...
و أخذ يضحك بجنون . بدأ المستهدف الذي كان قائد المجموعة التي هاجمت قرية ياما قبل عشر سنوات مرتبكا و يدياه ترتجفان .
بعد قليل .. في المقر الذي يدير فيه المنظمة التي يقودها ، كان يجلس على مكتبه واضعا يده على رأسه ، ثم دخل عليه رئيس الأبحاث وهو يقول: سيدي غابسارو.... لقد تعرفنا على من هاجمك .
نظر إليه غابسارو وهو يقول: حسنا أخبرني بما عندك ..
( غابسارو فنيوفشي ، العمر : 45سنة، لون بؤبؤ العين : أسود ، لون الشعر : أسود مع بضع خصلات من الشعر الأشيب ، طول الشعر : متوسط)
بدأ رئيس قسم الأبحاث يقرأ الذي لديه وهو يقول: يدعى يامادا ياما ، العمر : 20 سنة ،ذكر ، شارك في الحرب القارية التي حدثت قبل خمس سنوات ، لقب بالسفاح لشدة ما فعله في تلك المعارك في الحرب ، أحد القادة الذين تعلم تحت لوائه ، كيوساكي كاغيمارو ، دربه حتى أنه أصبح تقريبا لا يقهر و حصل على لقب السفاح لأنه كان يعذب قادة الجيوش المعادية حتى الموت ، ليس جسديا فقط ، بل نفسيا أيضا عند الأسر بأمر من ذلك القائد .
ثم قال رئيس الأبحاث : سيدي هذا الشخص مثل الوحش بالفعل ، هل تريد أن نتعامل معه على أنه شخص خارج عن العدالة ؟
بدأ غابسارو بالضحك بصوت يرتفع تدريجيا ، ثم نظر إليه و قال : يمكنك الانصراف ، و في المرة التالية لا تتدخل بعمل فريق الملاحقة و القبض ..
فأنصرف رئيس قسم و الأبحاث قائلا : حسنا سيدي ... آسف للتدخل ...سأنصرف الآن لإكمال عملي المعتاد ..
و عندما انصرف ، وقف غابسارو قائلا : تبا ، لو أني تأكدت من موته في تلك المرة ، لكنت أعيش الآن مرتاحا من الماضي الذي لا يزال يلاحقني ... ها تبا ... أكان يجب علي إبادة القرية ....
أنطلق صوت قائلا : لقد فات وقت الندم ، إنه وقت العقاب ...
أخذ غابسارو ينظر من حوله وهو يقول : من هناك ؟... اخرج من مكانك حالا ...
فرد ذلك الصوت مجددا وهو يقول: ماذا هناك أيها القاتل ؟ .... ألم تتعرف من أنا ؟ ...
نظر غابسارو إلى هيئته و قال : غير ممكن ، أنت من القبيلة ياما ؟
رد عليه ذلك الشخص و هو يبتسم : نعم ... أنا آخر من بقي منها .... ألا يزال ذلك الجرح يؤلمك ؟ تحسس حرارته الآن ....
بدأ ذلك الجرح القديم ينزف بغزارة ، و بدأ جسده يحترق ، فصاح : لا ...لا !!
تقدم إليه الشخص و وقف أمامه و هو يضحك ضحكة شريرة ، ثم توقف عن الضحك و نظر إليه بعين غاضبة ، و رفع فأسه ، و أنزله عليه ، و فتح غابسارو عينه وهو يتنفس بصعوبة . كان لا يزال على مكتبه و قد غفل للحظة ، ثم نظر إلى يديه ، كانت هناك دماء عليها . بدا مستغربا وهو يقول : ما الذي ؟ إنه يهاجمني حتى و أنا نائم ؟ كيف ....كيف يقدر على هذا ؟
في هذا الوقت في المدينة القريبة من مركز قيادة المنظمة التي يقودها غابسارو ، كان يامادا يجلس في إحدى المطاعم يتناول طعامه بصمت . ثم تقدم نحوه أحدهم وهو يقول: يا سيد ...هل تملك بعض المال؟
لم يلق يامادا له بالا و واصل إكمال طعامه ، فقال ذلك الشخص بعصبية وهو يقول : أنت ! ألم تسمع ما قلته لك ؟
فجأة قلب عليه الطاولة ، وهو يشير نحوه بسكين قائلا : ألم تسمع ؟! أعطني المال و إلا مزقتك إربا ..!
نطق يامادا قائلا : أولا .. من آداب المائدة : لا تقلب طاولة الأكل و أحدهم يأكل ... ثانيا ...
وقف و أخذ السكين من يده وهو يقول: لا تلعب بأدوات حادة..
و أمسك بذراع المهاجم و أدخل السكين فيه ! فصاح ذلك الشخص من الألم ، و الدماء تسيل من ذراعه ! نظر إليه جميع الزبائن في المطعم . أخرج يامادا السكين من ذراع الآخر بشكل قوي جعله يصرخ من الألم ! و يامادا يقول : لم أنتهي منك بعد ...
نظر إلى حوله ، ثم جر ذلك الشخص من ذراعه قائلا : ما رأيك ببعض الحساء !!
و أدخل يده في صحن حساء ساخن !! فصاح من الألم ، و يامادا يعتذر من صاحبة الحساء قائلا : آسف ... لكنه يحتاج إلى تلقين لدرس في الأدب .
لكن ذلك الشخص سحب ذراعه وكانت محترقة ، من قبضة يامادا و هو يصيح قائلا : من ...من تكون أنت ؟!
فرد يامادا : الشخص الذي قلبت طاولته وهو يتناول وجبته المفضلة و التي ستدفع بذراعك هذه ثمنها.
نظر إليه بقية الزبائن و يامادا يريد الاستمرار بعرضه، و صاحب المطعم يقول : يا سيد...هذا يكفي .... أرجوك توقف .
التفت إليه يامادا وهو يقول : حسنا ...ما الذي ستفعله من أجل أن أوقف هذا العرض ؟
فرد صاحب المطعم : سنقدم وجبتك التي طلبتها مجددا ، دون أن تدفع مطلقا .
أطلق يامادا صوتا ساخرا و قال : و هو لا يستحق أي عناء .. أنه مجرد حثالة مثلكم جميعا .
و غادر المطعم في وسط دهشة من الجميع ، ثم صاح أحد العاملين : بسرعة اتصلوا بالإسعاف قبل أن يزاد الوضع سوءا .
نظر رفقاء المهاجم إليه و قال أحدهم : لقد حذرتك منه ... لكنك لم تستمع إلي .
بعد قليل في مركز القيادة ، كان غابسارو يجتمع مع رئيس فريق الملاحقة و القبض ، نطق رئيس الملاحقة و القبض وهو يقول : حسنا دعني أفهم الوضع ، هل تقول أن الفتى الذي سبب لك بهذا الجرح الذي في وجهك ، قد رجع الآن للانتقام منك بأي ثمن ؟ ....هذا مثير للسخرية يا غابسارو .
فرد غابسارو : أروي ... أنني أعتمد عليك لذلك لا تجعل ثقتي بك تنهار بأنك رأس الحربة في هذه الأحداث القادمة .
بدأ اروي يرد عليه بسخرية : ها نحن ندفع الثمن لأفعالنا السابقة عندما كنا ثعابين للفوضى .
(اروي فغي ، العمر :35 سنة ، لون بؤبؤ العين : بني ، لون الشعر : أسود ، طول الشعر : قصير )
ثم صمت للحظة و غادر قائلا : سأبدأ بملاحقته ، لكن لن أشترك في الأمر إلا بعد أن تنتهي تجهيزات الفريق .
سأله غابسارو : إذا ما الذي ستفعله في الوقت الحاضر ؟
أجابه وهو يغادر : سأنشر بين المرتزقة و صائدي الجوائز بأن لديهم جائزة للقبض على يامادا ياما الملقب بالسفاح .
أبتسم غابسارو وهو يقول: جيد ...
في هذا الوقت كان يامادا يغادر المدينة نحو مركز القيادة الذي يستهدفه ، ظهر ذلك الطيف مجددا وهو يقول : ما الذي ستفعله الآن ؟
رد يامادا : ستعرف .... سيعجبك الأمر جدا .. سيكون كالحرب التي خضنها ...
فقال الطيف وهو يختفي : كما تريد .... لكن لا تمت .
رد عليه يامادا مجدد : هذا يعتمد على من يواجهني .
بدأ يسير نحو الأمام وهو يسند فأسه تلك على كتفه ، و رمت الرياح ملصقا عليه صورته ، و قد كتب تحته أنه مطلوب حيا أو ميتا ....و بأسفل صورته المكافئة التي عرضت لقبض عليه ...
قبل عشر سنوات ..يامادا مصاب بجرح في صدره ، جالس على الأرض ، ممسك بقناع ما . وضع يامادا القناع ، فخرجت أشواك من القناع و انغرست في وجهه بقوة ، فصرخ من الألم . فتح عينه ،و أخذ ينظر حوله قائلا : ذلك الحلم مجددا ...
و حدث انفجار أمام الصخرة التي كان مسندا ظهره إليها ، كانت عربة مدرعة تلك التي أطلقت منها القذيفة . قال أحد أصحاب المدرعة : هل تمكنا منه ؟
فرد المراقب: نعم إصابة .. مباشرة ، ما علينا الآن فقط هو إحضار أي شيء يثبت قضائنا عليه .
و انقشع الغبار ، و ظهر يامادا ، وبعض أجزاء ملابسه ممزقة . سار نحوهم و قد ظهر عليه أنه بدأ يوما مزعجا . نظر أصحاب المدرعة إليه و أحدهم يقول : ما الذي ؟ لا يمكن أن ينجوا ! لقد أصبناه إصابة مباشرة !
فرد شخص ثالث بسخرية : يبدوا أنه سيكون هدفا صعبا !
فقال له المراقب وهو ينزل إلى داخل المدرعة : لا تكن سخيفا يا ماك ... يبدوا أننا سنواجهه وجها لوجه !
فرد ماك : نعم ... المواجهة .. يعجبني الوضع ... لننطلق يا فينو !
(ماك ، العمر : 24سنة ، لون بؤبؤ العين: أسود ، لون الشعر : أسود ، طول الشعر : أصلع في جميع أجزاء رأسه ما عدى بضع خصلات في طرف الأمامي من الرأس)
فرد فينو : حسنا !!
(فينو ، العمر : 22 سنة ، لون بؤبؤ العين: بني ، لون الشعر : بني ، طول الشعر : متوسط)
و توجها نحو يامادا مباشرة و هما يطلقان النار عليه ، فقال يامادا : نعم ...أكثر ....أكثر ..لكي تلقوا حتفكم بسرعة أكبر !
و بدأ يركض نحوهم ، و رمى بفأسه على العربة فأصاب المدفع الرئيسي بها ، فهتف ماك بانزعاج : ما هذا الشخص بالتحديد ؟ يرمي بالفأس على المدفع ؟!
و قفز يامادا نحو الأعلى و نزل على العربة المدرعة وهو ينزع فأسه منها ، ثم أنزله على المدفع مرة أخرى و قطعه إلى نصفين ، فصاح ماك : فينو أرمي به هيا قبل أن ....
اخترق الفأس معدن العربة ، و مر بجانبه وهو متفاجئ . أخذ يامادا بضرب العربة ، لكنه توقف فجأة و قفز عنها يامادا نحو الخلف وهو ممسك بفأسه ، فقال ماك : يا له من مجنون !
ثم شعروا فجأة بأنهم خفيفي الوزن ، فصاح فينو : ما الذي يحدث هنا ؟ لمَ نحن نرتفع يا تشار ؟
فرد تشار : لا أعلم ....
(تشار ، العمر : 26 سنة ، لون بؤبؤ العين : بني ، لون الشعر : أشقر ، طول الشعر : متوسط)
في الخارج ، كان يامادا يرفع المدرعة نحو الأعلى و قبضة يده مفتوحة ، وهو يقول : نعم .... هكذا ... الموت سيكون نصيبكم أيها الحمقى .
ثم قبض على يده و بدأت تلك العربة المدرعة بالانسحاق ، فصاح تشار : ما الذي يحدث هنا ؟!
نظر ماك من خلال النافذة وهو يقول: ما الذي ؟!
رأى نصف قناع يتشكل على الجهة اليسرى من وجه يامادا ، فصرخ : انه يحاول قتلنا داخل المدرعة!
فرد عليه فينو : ما الذي؟! تشار مخرج الطوارئ !
فهز تشار رأسه بإيجاب ، و فتح فتحة في أسفل المدرعة و خرجوا منها ،عندما نزلوا على الأرض ، كانت المدرعة تنسحق أكثر فأكثر ! حتى أصبحت مكعب خردة كبير ! فقال ماك وهو يرتجف : ما الذي؟! إنه قوي .... أنه ليس بشريا !
قال يامادا و هو يتقدم إليهم : حسنا ..أمامكم عشر ثواني لتغربوا عن وجهي إذا كنتم لا تريدون حفر قبروكم بأيديكم !
أخذ يقترب منهم اكثر فأكثر قائلا : ماذا قررتم ؟ ، هيا قولوا .
و أمسك بسكين كان متجها إليه . التفت إلى الرامي ، كانت فتاة ، ابتسمت و قالت : لم أتوقع أنك ستمسك بها بهذه السهولة !
أخذ تتقدم وهي تسحب سيفا صغيرا قائلة : ما رأيك أن تستسلم قبل أن أحدث بك أي أذى ؟
نظرت إليه ، بد أنه تجاهل كلامها تماما ، فصاحت عليه : أنت .. من تعتقد نفسك حتى تتجاهلني !
رفع فأسه على الثلاثة وهو يصيح عليهم قائلا : ماذا قررتم !؟ الموت ، أم الهرب لكي تعيشوا يوم آخر !
فأنزل الفأس عليهم ... فصاحوا من الخوف ، نزل الفأس بجانبهم بفارق 1سم ، و يامادا يصيح : إذا أغربوا عن وجهي حالا ! سأبدأ العد ... 1...2...3...
بدأوا يهربون ، و يبدوا أنهم بللوا أنفسهم من الرعب . توقف عن العد وهو يمسك بحد السيف وهو يقول: تريدين القتال إذا ..
نظر إليها بعين باردة ، كانت تحاول نزع السيف من يده لكنها لا تقدر ، فنزع السيف من يدها و رمى به بعيدا ، تراجعت نحو الخلف وهي تقول : ما الذي ستفعله ؟!
وضع فأسه في حامله و حمله على ظهره و غادر المكان بصمت . استغربت الفتاة من فعلته و صاحت عليه : لن تهرب بهذه السهولة !!
أخرجت لفافة وهي تفردها قائلة : تقنية الأسلحة القاتلة !
توقف في مكانه و تلك اللفافة تمتد من حوله ، و خرجت منها رماح و سيوف و فؤوس حتى ، كلها اتجهت إليه ، لكنها فجأة تبخرت من أصلها ، و احترقت اللفافة التي كان تستخدمها . نظرت الفتاة إلى ذلك المنظر وهي تقول: ما الذي حدث ؟! لا أحد يقدر على أن ينجوا منها !!
و شعرت بقبضته على رقبتها ترفعها للأعلى . كان يضغط على رقبتها و كانت تحاول التملص منه بركله أو بلكمه ، لكنه لم يتزحزح ساكنا ، سقطت على الأرض وهي غير قادرة على الحركة ، التفت ليكمل طريقه قائلا : لن تتمكني من الحركة لمدة نصف ساعة ، ولا تلحقي بي و إلا ....
مرت ثلاث ساعات في مركز المنظمة ... كان غابسارو في منطقة التدريب ، يتدرب لكي يستعيد جزءا من مهاراته التي كان يمتلكها تحسبا لأي شيء ، دخل عليه أروي فتوقف غابسارو عن تدريبه و التفت إليه قائلا: أهناك أخبار ؟
فأجابه أروي : نعم ....
فقال له غابسارو : حسنا قل ..
فرد أروي : إنه يتجه إلى هنا مباشرة، و يحتاج إلى ثلاث أيام فقط لكي يكون على أعتاب بوابة المركز . المرتزقة و صائدي الجوائز الذي تم قتلهم : ثلاث و عشرون من أصل 50 الذين نشر بينهم خبر الجائزة .
صار غابسارو يضحك كأنه لم يضحك من قبل . أخذ ضحكه يعلوا شيئا فشيئا ، حتى توقف عن الضحك قائلا : إنهم مجرد هواه ، كانوا يظنون أنه مجرد طريدة سهلة .
فقال له أروي : لا ...إنهم محترفين على أعلى مستوى . يقال أنه سحق عربة مدرعة بيده فقط ، هل تعرف ما معنى هذا ؟! إنه مثل وحش لا يمكن قتله بسهولة !
فصاح أحدهم و الدماء تنزف من فمه : يا ابن السافلة ؟ من تظن نفسك حتى تهددني !
فرد عليه يامادا : مت !
و مزق رقبته بفأسه و سقط جثة هامدة و الدماء تسيل من جسده ، أمسك يامادا بجمجمة الرجل الذي قلته نزعها من الجسد ، و سار بضع خطوات ثم رمى بها كأنها شيء غير مهم قائلا : ضعه بين مجموعتك .
ظهرت يد الطيف و أمسكت بالجمجمة و اختفتا معا .
ثم قال غابساور : كان عليك أن تعرف هذا ، لهذا أنت رئيس الملاحقة و القبض .
ظهرت على أروي ابتسامة ساخرة وهو يقول: حسنا ...سأستعين ببعض المساعدين .
غادر و غابسارو يسأله : ما الذي ستستخدم ضده ؟
فرد عليه : أرسل الوحوش لكي تقبض على الوحش .
في هذا الوقت توقف صاحب حصان أسود أمام يامادا ، نظر إليه يامادا كأنه ينتظره كي تبدأ المعركة . نزل صاحب الحصان عن صفوة حصانه ساحبا سيفيه من غمديهما الذي يحملهما ، في مساحة صغيرة وسط الغابة التي وصل إليها يامادا في طريقه إلى المركز . مرت الرياح وهي تدفع بغيوم تحجب ضوء الشمس ، و يامادا يسحب فأسه ممسكا إياها بقبضتيه ، و قام صاحب السيفين بصرف حصانه عن الساحة ، و ظهرت الشمس مجددا من خلف الغيوم ......
ظهرت الشمس مجددا من خلف الغيوم ، و اندفع كل منهما نحو الآخر ! و اصطدم السيفين معا بحد الفأس بقوة حتى أن صوت القتال جعل الطيور تنفر من الأشجار ، و تراجعا خطوة للخلف ، ظهر ذلك الطيف وهو يقول : ستحتاج إلى بعض المساعدة .
أضيف ترس دائري ليامادا ، فاصطدم سيف بالفأس و سيف آخر بالترس ، استغرب السياف وهو يتراجع نحو الخلف بينما كان يامادا يندفع نحوه بقوة . شد يامادا قبضته على الترس و انطلق منه نصل حاد ، أخذ السياف يتعداه وهو يتراجع نحو الخلف ،حتى اصطدم ظهره بشجرة . شقت تلك الشجرة إلى نصفين ، و التفت يامادا إلى الجانب الآخر وهو يصد السيف بالترس . بدأ كل منهما يقاوم الآخر ، و عندما انفصلا وهما يندفعان للخلف ، وقفا في مواجهة بعضهما البعض ، أخذت سيوف السياف تتحول إلى جليد ، و اختفى الترس من يامادا الذي قال : لن أحتاج إليه .
و اشتعل سطح حد الفأس ، و اندفعا نحو بعضهما البعض . عندما اصطدمت القوتين ، احترقت الأشجار التي خلف السياف و تجمدت الأخرى التي خلف يامادا ، بمسافة دائرة قطرها 1كم ، و قفزا في الهواء ! و لوح كل منهما بسلاحه ، ثم اصطدما في الوسط ، و اندفعا نحو الخلف بقوة . توقفا للحظة ، وهما ينظران إلى بعضهما البعض ، فقال السياف في نفسه : قتال جيد بالفعل ، هذا ما توقعته من آخر فرد من قبيلة جبل الفأس العظيم ، إنه حقا مقاتل محترف... لكن...
و قال يامادا في نفسه : ليس هناك بأن تفوز أو تهزم أمام الأفضل ، و هذا أفضل قتال حصلت عليه منذ نهاية الحرب ، لكن ...
قالا بصوت واحد : لن أهزم أمامه مطلقا !!
عندما اندفعا مجددا ، كانا مستعدين لطعن الأخر لإنهاء المعركة ، اقترب الفأس و السيفين !!.... فجأة حطت كرة حديدية بينهما في الوسط !! فتراجعا بسرعة نحو الخلف و نظرا نحو من رمى الكرة الحديدية . كان وحشا بعض أجزاءه مصنوعة من قطع آلية و بعض أجزاء أخرى اللحم المصنوع منه الوحش . سحب الوحش كرته نحو الخلف وهو يتقدم نحوهما بخطى ثقيلة ، ثم أطلق أشعة من عينه ، تجنباها وهما يندفعان نحوه مباشرة ، رمى يامادا بفأسه عليه بشكل دائري ! فعلق في رأس ذلك الوحش ، و رمى السياف بأحد سيفيه نحو يامادا فأمسك به ، و اشتعل السيف و تجمد الآخر . عندما مزقاه تجمدت أطرافه بينما كانت بقية أجزاء جسده احترقت ، و نزع يامادا فأسه منه ، وهو رأس الوحش بيده العارية و يخترقها ، و ينزع الشريحة الأساسية قائلا : أنهم يعرفون كيف يقاطعون قتالا جيدا بالفعل .
أخذ يتقدم نحوه السياف وهو يقول : يامادا ياما .
التفت إليه يامادا وهو يعيد سيفيه إلى غمديه ، و قال يامادا : نعم .... لم تعرفني بنفسك أيها السياف .
فرد السياف : ساتو شين.
(ساتو شين ، العمر :20سنة ، لون بؤبؤ العين : أحمر ، لون الشعر: أسود ، طول الشعر : متوسط )
ثم انصرف يامادا من الميدان وهو يقول : تسرني معرفتك أيها السياف ، إلى لقاء قريب ..
نظر إليه ساتو وهو يقول : لقد اختفت الرغبة في القتال ...
توقف حصان ساتو أمامه و صعد على صهوته و غادر هو أيضا بالاتجاه المعاكس .
في هذا الوقت في المركز ، كان غابسارو يحاول استعادة القليل من لياقته . دخل عليه أوري و وقف جانبا يراقب التدريب . عندما فرغ غابسارو ، نظر إليه وهو يسأله : كم ندفع لهؤلاء المدربين ؟
فرد : حوالي 5000 زيلك (عملة متعامل بها).
كانوا جميعا مطروحين على الأرض و غائبين عن الوعي ، فقال غابسارو : عندما يستيقظون أخبرهم أنه ستخفض رواتبهم إلى 2000 زيلك إذا لم يحسنوا مستوى مهارتهم الفردية .
استغرب أوري وهو يقول : يبدوا أنك تأخذ الوضع على محمل الجد أيها القائد .
فرد غابسارو وهو يقف أمام كيس ملاكمة : لا أعتقد أنهم سينجحون في إيقافه ، لذلك علي أن أستعد لمواجهته في أي لحظة ...
و بدأ يضرب كيس الملاكمة بكل ما أوتي من قوة، فرد أوري : حسنا ، على سحب التقارير التي لدينا ، أخفق ما فوق 20 صائد جوائز و مرتزقة ، ما عدى خمسة ، ثلاثة منهم هربوا بمساعدة نينجا أنثى ، و آخر سياف تقاتل معه ، لكن أحدى التجارب وصلت إليه وهو يقاتل ذلك السياف ، فوحدا جهودهما معا لكي يقضيا على التجربة .
ثم قال غابسارو وهو يستمر بضرب كيس الملاكمة : رائع ...بالفعل رائع .... يبدوا أننا سنستعين بسلاح سري لدى حلفائنا .
فقال أوري : هل تقصد ...
قاطعه غابسارو : نعم ...هم ..ماذا هل لديك مانع ؟
فرد أوري : لا ... إنني فقط مستغرب من اختيارك لهم .
فقال غابسارو لم أكن أريد استخدامهم حتى يحين الوقت المناسب ... ويبدوا أنهم سيكونون السلاح الأمثل لهزيمته ، أرسل إليهم بأن يرسلوا لنا كتيبة قوامها خمسة أفراد .
غادر أوري مكان التدريب وهو يقول : حسنا .. كما تريد ، أنت الزعيم .
ظهرت صورة ليامادا أمام غابسارو في كيس الملاكمة ، فلكم غابسارو الكيس بشدة وهو يصيح : ابتعد عني!! ...
ضد جنود السلاح الكامل
في اليوم التالي ، كان يامادا يقف على تل عال ، وأمامه جيش كامل من المرتزقة و صائدي الجوائز ، و أيضا من المنظمة الملاحقة له ، رفع فأسه نحو الأعلى وهو يمسك به بكلتا يديه ، ثم هبت ريح قوية . اندفع يامادا مع تلك الرياح وهو يهاجم ذلك الجيش ، فصاح قائد الجيش : هجوم !!
اندفع المرتزقة و صائدي الجوائز و آخرون يطلقون عليه طاقات نارية أو كرات من الطاقة ! تعداها يامادا وهو يقفز نحو الأعلى ! ثم هبط بفأس على أحد الجنود فمزقه إلى نصفين ، و اندفع نحو البقية وهو يخترق صفوفهم متجها نحو قائد الجيش ! فمزق رقبته و رفعها نحو الأعلى ، نظر إليه البقية ! و فر بعضهم ! و من تبقى أخذوا ينهالون عليه بما لديهم . دخل غابسارو غرفة العرض عبر الأقمار الصناعية وهو يقول: ما هو الأمر المهم الذي جعلتني أقطع تدريباتي لأجله ؟
نظر إليه مسئول القسم وهو يقول: أنظر ، أليس هذا الشخص الذي تبحث عنه؟ إنه يقاتل جيش بأكمله دون خوف أو تردد حتى .
مزق يامادا أحد الجنود إلى نصفين ! فسقط على الأرض وهو لا يزال ينزف !
قطع غابسارو الإرسال وهو يقول : الأفضل ألا نشغل أنفسنا به ، لدينا أعمال أهم من ذلك .... مثل أن نستعد عندما يأتي .
و فرد يامادا ذراعه المليئة بدماء من قتلهم و هو يدفع بالدماء عن فأسه . بدا كأنه بركان ثائر بعد سبات طويل ! نطق هو يقول: هل ستنبحون للمحافظة على حياتكم ؟ أم ستضحون بها هباء ؟
و غادرت مجموعة أخرى المكان خوفا على حياتهم ، بقي 200 شخص في الميدان ، ثم قال يامادا : لا تظنون أنفسكم مثلي ، فقد منحتكم فرصة للمغادرة ....
نزلت عليه كرة طاقة كبيرة من الأعلى ! ثم قال أحدهم : لقد وقع ! أحسنت .
و قال الذي أطلق تلك الكرة : هذه سترمي به عظاما ...و لا يستطيع أحد الهروب منها !
فجأة خرج يامادا منها و وجهه مظلم ! اندفع نحو هؤلاء الـ200 ، و لوح بفأسه و مزق 105 منهم ! و التفت إلى البقية غاضبا ، ففرو من الميدان كالدجاج . أما الذي أطلق الكرة عليه ، فقد كان يزحف على الأرض خائفا خائف ، و صرخ غير مصدق : لا يمكن ! لا أحد قادر على الهروب منها مطلقا !!
رفع يامادا فأسه و أنزله على رأسه فأخترق جمجمته ، ثم رفعه و غادر المكان و سقط ذلك الشخص وهو ينزف من رأسه حتى فارق الحياة ، وصلت التقارير إلى غابسارو عن المعركة ، ثم قال : 1500 شخص ؟! قتل على يده خلال ثلاث ساعات ....
أخذت الطيور الجارحة تأكل من الجثث التي في المعركة ، بينما كان يامادا يمشي مبتعدا و هو ليس مهتما بأمرهم حتى . بعدها عندما هبط الظلام ، كان قد غرز فأسه في الأرض وهو يقف أمام ينبوع ماء ساخن وهو يقول: هنا المكان مناسب لآخذ راحة .
غفل للحظة ..
و وجد نفسه بين خراب محترق ، وهو يرى نفسه بعمر10 سنوات أعزل لا حول له و لا قوة ....و هناك وحش يلتهم القرية شيئا فشيئا ، و قد كان خلفه بالذات ، عندما وصل إليه ، أمسك الوحش به و أخذ يضغط عليه بقبضته وهو يحاول التملص منه لكنه لم يقدر . أخذ يصيح من الألم !
فتح عينه بقوة ، وهو لا يسمع سوى صوت أنفاسه المتلاحقة . وقف وخرج من المياه . أمسك بفأسه و أخذ يضرب به الصخور التي تتفتت من الضربة الأولى . بدا كأنه يعوض عن ضعفه في ذلك الكابوس ، ثم جلس على الأرض و أنفاسه تتلاحق بسرعة و عصبية .
في هذا الوقت كان غابسارو يغادر مركز القيادة ، راكبا عربة ذات محرك مدرعة .
قال السائق : إلى المنزل يا سيدي ؟
فرد غابسارو : نعم ...
فقال السائق : حسنا كما تريد ....
أغمض غابسارو عينه للحظات ، لكنه سرعان ما فتحهما مجددا و هو يقول و عروقه تبرز في وجهه: تبا لك ... يامادا ياما ، لا أستطيع النوم بسببك ! عليك اللعنة ..!
في المكان الذي يجلس فيه يامادا ، بدا عليه و كأنه يسمع صوت غابسارو وهو يشتمه ! فجأة اتجهت نحوه شفرات طائرة ! تعداها و وقف ... ثم رميت نحوه مجددا ، فقال يامادا : ما الذي ؟!
و صدها بواسطة فأسه ، ثم تراجع نحو الخلف . بدأت تلك الشفرات تنطلق نحوه مجددا ! لكنه كان يسمع خطوات ركض لعدو لا يرى بعين المجردة ، فبدأ يركض نحو مصدر الصوت ، وهو يصد الشفرات المتجهة نحوه ! عندما اقترب من الشخص المختفي لوح بفأسه فمزق الجهاز الذي يجعله مختفيا ! و قال بعدها : مت !!
و لوح بالفأس مجددا ، فقز ذلك الشخص نحو الخلف متقلبا ! ثم و عندما وقف منتصبا ، وجد الفأس متجها نحو رقبته مباشرة ، فمرت طلقة نارية بين المسافة المتبقية بين رقبة الشخص الذي كان يستخدم جهاز التخفي و فأس يامادا ، ثم أطلق مجددا على يامادا وهو يتراجع نحو الخلف ، ثم رميت شفرات دائرية نحوه ، فجأة أمسك بها وأخذ يلعب بها قائلا : ألعاب رائعة ، من أين حصلت عليها !
أنطلق صوت أنثوي قائلا : غير معقول ! أنه يلعب بها ..... كيف يفعل هذا !
ثم أمسك بها وهو يقول: كفى كلاما الآن !!
و رمى بها على صاحب البندقية فمزقت البندقية بشكل أفقي و معها رقبة صاحبها ، فسقط ميتا ، ثم أمسك بالفتاة و نزع القناع عنها و قد عرفها ، فقال : إذا فقد عدتِ لأجل قائدك السابق .
فردت عليه : كيف قدرت أن تفعل هذا ! لم قتلته!
رفعها من رقبتها وهو يقول: نحن في حرب ! ألا تعلمين معنى حرب ! هل تعتقدين أنه من المسموح لك قتل الجنود و لا يسمح لهم بقتلك ؟! جهاز التخفي ساعدك في السابق ، لكنه لن يقدر على مساعدتك الآن !!
فرمى بها على الأرض و وضع فأسه جانبا . بدأت تحاول الهرب منه لكن كان هناك شيء يمنعها من الهروب! فجأة مزقت جزء من ملابسها وهي تصرخ !...... بدأت تتعذب نفسيا ، ترى أسوء كوابيسها وهي تصرخ ، مزق ذكرياتها السعيدة و جعلها كوابيس لا نهاية لها ، أما هو فقد غادر المكان قائلا: أصبح مكان الراحة المتوقع لهذه الليلة مزعجا !
ثم نظر إلى يده فكان هناك جرح من الشفرات الطائرة لا يزال ينزف ، فشد قبضته وبدأ ذلك الجرح يعالج نفسه .
في ساعات الفجر الأولى .. هبطت مركبة فضائية للنقل في مستودع استقبال الأسلحة في مركز المنظمة ، خرج قائد المركبة وهو يقول : سيد غابسارو فينوفشي على ما أعتقد ؟
فرد غابسارو : نعم ، هل هؤلاء الجنود الذين طلبتهم ؟
ابتسم القائد وهو يقول: نعم سيدي ، سأكون أنا المشرف عليهم .. أنا أدعى ألدر جونبي ، قائد كتيبة جنود السلاح الكامل ، سيسرني قيادتهم لأجلك .
(ألدر جونبي ، العمر :27 سنة ، لون بؤبؤ العين : أخضر ، لون الشعر : بني ، طول الشعر : قصير)
ثم فتح جنود السلاح الكامل أعينهم .
في هذا الوقت كان يامادا قد عبر هضبة تطل على المركز ، فقال : بقي القليل ، فقط القليل ، إذا كنت قد أخذت الطريق المستقيم لارتحت من الأمر كله .
انطلق صوت أحدهم وهو يقول : سأجعلك تستريح الآن .
التفت يامادا إلى مصدر الصوت . كان شخصا يحمل منجلا في يده و يرتدي وشاحا أسودا طويلا ، و يجلس على صخرة . قال ذلك الشخص مكملا حديثه : لم أتوقع أنك ستنجوا منهم ، إنك فعلا بارع .. خصوصا بما فعلت في تلك الليلة مع تلك الفتاة التي جعلتها ترى الكوابيس .
فقال يامادا : من تكون أنت ؟
رد عليه وهو يقف عن الصخرة : يا له من شرف ، أنت لا تسأل عن أسماء خصمك ... سيث ....
(سيث ، مجهول)
ثم أندفع نحوه بمنجل ، فصد يامادا هجومه بفأسه مندفعا نحو الخلف بقوة ، فهجم الشخص على يامادا بمنجله مرة أخرى ، فصد يامادا الهجوم بفأسه كذلك قائلا: هل تخبرني لم كل هؤلاء الأشخاص يريدون رأسي .
و دفعه يامادا نحو الخلف . أجابه سيث: هناك مكافئة على رأسك أيها السخيف ، لهذا الكل وراءك إلا أنا .
اصطدم الفأس و المنجل مجددا ، و روح سيث فأسه بشكل عمودي ! فتراجع يامادا إلى الخلف وهو يتعدى المنجل ، ثم أطلق ضحكة صغيرة ، فسأله سيث: ماذا هناك ؟ ما الذي يضحكك؟
فرد يامادا : المكافئة .... لا أحد يقدر الحصول عليها حتى لو كنت أنت !
فصاح سيث :ماذا ؟!
خطى يامادا خطوة من وراء سيث وهو يهمس له : لا أحد يقدر على قتلي ..لا أحد ..
فسقط سيث ممزقا على الأرض و الدماء تسيل منه . بدأ يامادا يضحك كالمجنون وهو يقول: جائرة للقبض علي ... يا لها من نكتة !
ثم توقف عن الضحك وهو يقف أمام ثلاثة من جنود السلاح الكامل ، فقال في تهكم : ماذا ..؟! ضيوف غير مرغوب بهم!
نظروا إلى يامادا بعيون باردة ، ثم بدءوا يتقدمون نحوه ، خطوة تلو الأخرى ، بدأت خطواتهم تتسارع بشكل ملحوظ ، ثم أخذوا يسددون إليه الضربات ، فكان يصدها بصعوبة ، لوح يامادا بفأسه على أحدهم ، فأمسك الجندي بالفأس من رأسه المدبب بحد الفأس ، و رفع الفأس عاليا ، و ارتفع معه يامادا ، و رمى الجندي بيامادا عاليا و الفأس لا يزال بيده . أمسك يامادا بالفأس ، ثم حاول نزعه من يد الجندي ، لكنه ترك الفأس متعديا خنجرين كانا آتيين من الجهتين ، و رمي بالفأس بعيدا ..
في هذا الوقت كان غابسارو و ألدر يراقبون المعركة عبر الأقمار الصناعية ، نطق غابسارو قائلا : أنهم أكثر مما توقعت ...هل سيقضي هؤلاء الثلاثة عليه ؟
فرد ألدر : إذا لم تحدث أي مفاجآت غير متوقعه .
فجأة تحرك الفأس من مكانه ، فتعدوا الفأس وهو يندفع بقوة نحوه فأمسك به وهو يلوح به بشكل دائري قائلا : هيا تعالوا .. لم أتوقع أنكم ستكونون بمثل هذه القوة !
استعدوا مجددا للهجوم ، و يامادا يقول في نفسه : إنهم ليسوا بشرا عاديين ، لم أتوقع أني سأواجههم ....
ثم أخذوا يسددون إليه الضربات من الخناجر التي لديهم ، وهو يصد بفأسه الذي لديه ، ثم اندفع إلى الخلف وهو يلهث من التعب و الجروح تملئ جسده ، بينما كان لا يبدوا عليهم أنهم بذلوا أي جهد يذكر . وقف يامادا بشكل منتصب وهو يقول: هذا ليس جيدا مطلقا !
ثم أخذ يقول : هناك حل واحد ....
فجأة انطلقت عبوات من الدخان تغطي المكان ! تستغرب يامادا وهو يقول: ما الذي؟!
بدأ الجنود السلاح الكامل بالهجوم عشوائيا لأنهم لا يقدرون أن يحددوا مكان يامادا .
أنطلق صوت أنثوي قائلا : اتبعني ...
عندما انتهى الدخان ، توقف جنود السلاح الكامل عن الهجوم ، نطق غابسارو : جيد ...فعلا أنهم رائعين ، قم بما هو لازم أيها المشرف و لديك الدعم الكامل لك .
فرد ألدر : شكر لك أيها القائد ..ستجد رأسه لديك حالما نقتله .
فقال غابسارو: أريد نتائج و ليس مجرد وعود.
بعد قليل في كوخ على أطراف الغابة ، انطلق صوت أنثوي قائلا : ابقى هادئا لكي أقدر على معالجة جروحك .
فرد عليها يامادا : جروحي ليست بحاجة إلى معاجلة ، خصوصا من ممرضة سيئة مثلك .
فردت تلك الفتاة : هل هكذا ترد جميل من أنقذ حياتك البائسة .
انطلق صوت خر يقول : كيريكا .. هل أنتِ موجودة هنا ؟
فردت كيريكا : نعم يا أخي ...
(كيريكا شين ، العمر : 18 سنة ، لون بؤبؤ العين : أسود ، لون الشعر: بني ، طول الشعر : متوسط)
دخل ساتو وهو يقول: جيد ..كنت أبحث عنك خلال الأيام السابقة ..
عندما وجد يامادا قال متفاجئا: يامادا ... لم أتوقع رؤيتك تحت هذه الظروف مجددا .
فرد يامادا وهو يمسك بفأسه واقفا : جيد ، لنكمل قتالنا في الخارج إذا .
أقعدته كيريكا وهي تقول: لن يقاتل أحد منكما الآخر ، أنت مرهق من قتال جنود السلاح الكامل ، و أنت مرهق من السفر ، هل فهمتما ؟!
استغرب ساتو وهو يقول: جنود السلاح الكامل !! أنه خيار مناسب لك أيها السفاح .
ابتسم يامادا قائلا: ها ، أنك محق في هذا ، فقط بقي القليل منهم .. سأجعلهم يندمون على ما يفعلونه ...
شدت كيريكا رباط العصبة وهي تقول: لم ... تريد .. فعل ذلك ؟!
تحمل يامادا الألم قليلا . عندما ضبط نفسه أجابها : بكل بساطة ، أنا الناجي الوحيد من قريتي التي أبادوها وقتلوا جميع عائلتي ، لذلك أريد قتله .... فقط ، لا أريد الموت قبل أن أقتله .
وقفت كيريكا وهي تقول: الانتقام سم يجري في العروق .... حاول التخلص منه لأنك ستصبح مثلهم إذا جريت وراء الانتقام.
فقال لها : الانتقام هو من جعلني أعيش حتى الآن ، لذلك لا أريد الاستماع لمثل هذه الأشياء .
ثم وقف وهو يغادر قائلا : على كل حال شكر لك على المساعدة .
خرج من الكوخ ، ثم قال ساتو : قمت بعمل ممتاز يا أختي الصغيرة .
نظرت إليه وهي تسأله: ماذا تقصد؟
أجابها : خرج وهو يشكرك ...في العادة ، من هم مثله لا يفعلون هذا الشيء .
وصل يامادا إلى الهضبة التي إلتقى فيها بجنود السلاح الكامل . وقف قليلا وهو يسمع صوت محرك لمركبة تقترب منه ! انطلق صوت ألدر من مكبر الصوت قائلا : يامادا ياما ، استسلم أو مت .
فرد يامادا : إليك خيار ثالث ، أبتعد عن طريقي و ستحافظ على حياتك !
فقال له ألدر : لم تترك خيار ....
فتحت بوابة المركبة و خرج منها خمسة من جنود السلاح كامل ، استعد يامادا وهو يقول: ها قد بدأنا .
اندفع جنود السلاح الكامل نحوه ، لوح بفأسه نحو أحدهم فأمسك بها و هو يحاول نزعه من يامادا ، و أخرج الأربعة المتبقيين خناجرهم وهو يوجهونها نحوه ! فترك الفأس وهو يركض عليه نحو الذي يمسك بالصحن القاطع ، و ركله على وجه ، لكنه لم يتزحزح من مكانه ، و أمسك بقدم يامادا و رمى بها عاليا ! فقال يامادا : تبا !!
استعاد توازنه في الهواء ، و هبط على قدمه . نظر إلى مجوعة السلاح الكامل وهو يقول: الواحد منهم بقوة ألف .... تبا يجب أن أجد طريقة لقتلهم !
فرمى بفأسه بعيدا ! و أندفع الخمسة نحوه ، أخذ يتعدى ضرباتهم و يصدها ، ثم بدأ ألدر مبتسما من الذي يحدث في الميدان ، ثم قال : جيد ، سيقضون عليه ، إنها مسألة وقت فقط .
فجأة تلقى يامادا ضربة على وجه .. ترجع إلى الخلف ، بدا و كأنه لا يرى جيدا فصرخ: تبا !!
و طعن في صدره ، فصرخ من الألم !! و طعن في بطنه و في ذراعه و رجله ، حتى سقط على الأرض و هو ينزف . بدأ جنود السلاح الكامل يغادرون المكان معلنين انتصارهم على يامادا ، فقال ألدر : رائع .. المهمة اكتملت ...
عندما ألقى نظرة ثانية وجده يقف مجددا ، لكن وقوفه كان أشبه بوقوف الموتى ، فصاح ألدر : مستحيل !
نزلت صاعقة على الساحة ! . كان على وجه يامادا قناع أبيض تظهر منه فقط أعين سوداء ! اندفعت الخناجر خارج جسده !! ثم ظهر بؤبؤ عين حمراء ! . رفع يده جانبا فاخترق الفأس أحد جنود السلاح الكامل ! فمزقه إلى نصفين ، ثم أمسك بفأسه وهو يرفعه عاليا ، و ندفع نحوه بقية الجنود الأربعة وهم يخرجون خناجر أخرى ! لوح يامادا بفأسه ، فانطلقت موجة ارتداية مسحت ثلاثة منهم عن الوجود تماما ، بقي واحد فقط ، فصاح ألدر : تبا! ما الذي حصل ؟
ندفع نحوه الجندي الأخير ، و تمزقت جمجمته من المنتصف ، و سقطت ميتا و الدماء تسيل من رأسه . نظر يامادا عاليا إلى المركبة ، فصاح الدر بالسائق : ابتعد من هنا بسرعة !
لكن يامادا قفز و وقف عليها من الخارج ، و اخترق بيده سطح المركبة وهو يمزق المحرك بيده العارية ، و يخرجه من مكانه و يرمي على حجرة القيادة ، فصاح ألدر من الألم . حاول الطيار السيطرة على الوضع ، لكن دون فائدة ، فقال : آسف سأغادر الآن !
كان المحرك قد سقط على ألدر فكان ينزف بشدة . غادر السائق المركبة بواسطة الكرسي الدافع . قفز يامادا عن المركبة التي تحطمت و انفجرت تماما . أخذ يامادا يتنفس بصعوبة . نزلت صاعقة أخرى و بدأ المطر ينهمر عليه و اختفى القناع عن وجهه . غرز يامادا فأسه في الأرض و اتكأ عليه وهو يلهث من التعب . أخذ يخطو خطوات متثاقلة نحو الأمام .
فجأة وجد أمه تمد يدها إليه وهي تقول له: تعال يا ولدي العزيز ..
بدأ أفراد عائلته يظهرون الواحد تلو الأخر وهم يقولون : يامادا هيا تعال ...
أخذ يتقدم وهو يقول بتعب : حسنا ..... هيا ...
ثم سقط على الأرض ، لقد انهارت قوته بالكامل .
في هذا الوقت كان غابسارو يجلس خلف مكتبه عندما وصلت إليه خبر هزيمة جنود السلاح الكامل ، فقال : قد يكون انتصر .. لكنه سيكون منهكا بالتأكيد ، ابحثوا عنه .
فرد أحد القادة الميدانيين : حاضر سيدي !
و نزلت صاعقة أخرى و ذلك القائد يغادر المكتب ، ثم قال غابسارو : آمل أن يجدوه ميتا ، لأنه سيريحني من الموضوع .
أخذ الجنود يبحثون عنه لكنهم لم يجدوا جثته ، وجود فقط بقايا المركبة مع جثة ألدر المحترقة و بعض جثث جنود السلاح الكامل ، لاحظ أحدهم شيئا فيهم ، فقال و هو يرفع شيئا من الأرض : ما هذه الشريحة ؟
أجابه أوري الذي كان معهم : أنها شريحة السلاح الكامل ، يدفعون بها هرمون الادرينالين لحد غير معقول ، بعضهم ماتوا عندما وضعت فيهم الشريحة .. يسمون سلاح الكامل لأجل ذلك .
أعطاه الجندي إياها وهو يقول : سيدي ! لكن هل يوجد أناس يقللون من قيمة الأنفس؟
فرد أوري : نعم ، لو كنت موجودا في ذلك المكان لأصبحت بكل تأكيد واحد منهم .
ثم غادر أوري وهو يقول: حسنا ابحثوا عنه.... لا أعتقد أنه قد نجى .
اخذوا يبحثون عنه أكثر ، لم يجدون سوى دماء على الأرض و جثث لكنهم لم يجدوا يامادا ، فصاح غابسارو : مستحيل ! لم تجدوه؟!
فرد أوري: ماذا بك ؟ قد يكون قد مات في مكان آخر .
هدئ غابسارو وهو يقول: يجب أن تعثروا على جثته .. لن أرتاح حتى تجدوا له أثرا مهما كان ، هل فهمت ؟
فتح يامادا عينه ، و وجد نفسه ملفوفا بالضمادات . حاول أن يتحرك ، لكنه لا يقدر، دخلت عليه كيريكا وهي تقول: لا تتحرك ..! جروحك لم تشفى بعد ..
لم يستمع لها وهو يقول: جروحي تشفى عندما أكمل ما أريد فعله ! لذلك أتركيني !
دفعته على السرير وهي تقول : أنت طلبت بنفسك !
قيدته بحبل ، ثم قالت : ستبقى هنا حتى الصباح .
بدأ يامادا محبطا وهو يقول: اللعنة ....
نظر نحو السقف وهو يقول: حسنا سأبقى حتى صباح اليوم التالي ، بعدها أغادر.
ثم قالت كيريكا : هذا أفضل لك ، كما يبدوا أن الفأس الذي كنت تستخدمه قد تحطم .
نظر إليه يامادا وجد العصا الحاملة للحد محطمه و كذلك الصحن القاطع أصبح مشقق و اختفى حده ، نظر إليه وهو يقول: تبا .... إنه معي منذ أن عشر سنوات كان علي أن أعتني به أكثر .
ثم قالت كيريكا : لا بأس سيكون الأمر على ما يرام ، ما رأيك بأن يكون لك سلاح جديد ؟
فرد يامادا : سأفكر فيما بعد في الأمر .
بدأ يغمض عينه وهو يريح نفسه من معركة صعبة ، لكن المعركة الأصعب لم يحن وقتها بعد ، معركته مع خصمه الذي يريد أن يصل إليه .... غابسارو بقي جلسا في مكتبه حتى ساعة متأخرة من الليل وهو يفكر أين يوجد يامادا في هذا الوقت، دخل عليه أوري وهو يقول: ألم ترجع إلى المنزل حتى الآن ؟
نظر إليه غابسارو : كيف تريد مني النوم ؟ و رأسي قد يقطع في أي لحظة ، أنه يهاجمني حتى في نومي و لا أقدر أن أنام للحظة .... كلما أغفل أجده أمامي يهاجمني .
ثم قال أوري : حسنا ... سأعطيك هذه الحبوب.
أخرج قارورة دواء ، سأله غابسارو : ما هذه ؟
أجابه أوري : هذه الحبوب تمنعك من الأحلام ، بذلك تقدر أن تنام دون قلق .
أعطاه أوري القارورة وهو يكمل كلامه قائلا : ستتمكن من النوم ، يبدوا أنك لم تنام منذ أسبوع على الأقل ، الأفضل أن تخلد إلى النوم من فورك كي توفر طاقتك .
فرد غابسارو : حسنا ، إذا لم تنفع ....سأجعلهم يمزقون رأسك .
فقال له أوري بسخرية : إذا قدروا على ذلك ... لقد وجدنا قطع من الفأس الذي يستخدمه محطمة .. بذلك يامادا حاليا دون أسلحة .
عندما نظر إليه أوري وجده نائما على مكتبه ، خرج وهو يقول : ها جيد ، يبدوا أنه نام من فوره .
خرج من المكتب وهو يقول: بذلتي الآلية على وشك الانتهاء .. ستكون هي السلاح التي أقضي عليه بها .
ها هو الفصل الاخير من هذه القصة ، أرجو أن تستمتعو بقرائتها
القتل الأخير
مرت ثلاث الأيام وهو طريح الفراش ، أو بالأحرى مقيد إليه ، كان نائما بسلام لا يعكره شيء .... فتح عينه . أخذ ينظر يمينا و شمالا ، ثم بدأ يتذكر كيف كان يريد الهرب في ذلك اليوم ، لكن هناك شيء منعه من ذلك ... اكتشف أنه ليس من السهل الهرب ، فتح باب الكوخ ، و بدأ يفكر قائلا : علي أن أكمل ما بدأته ..
حرك جسده قليلا وجده ، وجد أن القيد قد ارتخى .. عنه تحرك قليلا ، ثم وقف وهو يقول: حسنا .. أين الفأس اللعين ..
وجده جانبا و وجد ملابسه على الطاولة وهي نظيفة و خالية من رائحة الدم التي فيها ، امسك بفأس ، ظهر الشبح جانبا وهو يقول: يامادا ..
اصلح الفأس من تلقاء نفسه و وضعه يامادا على كتفه، أجاب ياماد الشبح: اجعله يرى الكوابيس ..فقد استراح جيدا و بما فيه الكفاية .
و ارتدى ملابسه و حمل فأسه على كتفه و فتح الباب ، لم يجد كيريكا في أي مكان ، فقال : جيد .. ليس هناك شيء يعوقني الآن ...
فجأة استيقظ غابسارو وهو يصرخ من الألم !!
ابتسم يامادا من جهته وهو يقول: لن تنعم بنوم هادئ بعد الآن ... لأني سأقتلك !!
دخلت زوجة غابسارو عليه وهي تقول: عزيزي !! هل أنت بخير ؟
فصرخ مجددا من الألم ، فقالت :اهدأ... اهدأ أرجوك...
هدئ قليلا ، أخذ يلتفت يمينا و يسارا ، وهو يقول: تبا له.... إنه حي ... إنه حي ....!
وقف عن سريره وهو يقول: سأقضي عليه بنفسي...
أمسكت بملابسه وهي تقول: إلى أين أنت ذاهب ؟
أجابها : لكي أقوم بعمل كان يجب أن أقوم به منذ وقت طويل .
فصاحت و هي تمسك بيده : عزيزي! لما لا نرحل وتنسى الأمر كله .
نزع يده وهو يرد عليها : لا الهرب لن ينفع .. سيعاود المطاردة و يمنعني من النوم ..حتى أتمنى الموت ..
في هذا الوقت كان يامادا يواصل تقدمه نحو قاعدة المنظمة . وقف على التل المقابل له وهو يقول: حان الوقت .. وقت الحصاد !
و اندفع نحو المركز . انطلق صوت إنذار ، فصاح يوري : ما الذي يحدث؟!
أجابه أحد المراقبين : سيدي هناك شخص يندفع نحو المركز وهو يدمر كل الدفاعات ويقتل الأعضاء الذين ينتشرون حول المركز .
تقدم يوري نحوه وهو يقول: أرني صورته !!
ركزت الكاميرا عليه ، لكنه مزقها !! فصاح يوري: ما الذي ؟! ألا يزال على قيد الحياة ؟؟! .. جهزوا لي الدرع الآلي .
وقف يامادا أمام البوابة وهي تفتح أمامه ، خرج يوري منها راكبا درعا آليا وهو يقول : يامادا ياما !! ستموت على يدي الآن !!
أخذ يطلق عليه من الرشاش المركبة على الدرع الآلية ، فقال يامادا بسخرية : ياريه ياريه !! أهذا أفضل ما عندك !
أخذ يتعدى الطلقات بكل سهولة ويسر وهو يتقدم نحو يوري !! وقطع الرشاش الآلي ، بينما أتاه منشار من الخلف !! قفز يامادا نحو الخلف وهو يتعدى المنشار !! أخرج يوري نصل ليزري حاد وهو يقول: لن أتساهل معك مطلقا !!
ابتسم يامادا وهو يقول :ها حقا ... سنرى من يتساهل من الآخر .
بدأ قناع الجمجمة الأبيض الدموي يظهر على وجهه ، و ينتشر على كامل وجهه ، و زاد ذلك من حجمه و أصبح أكثر قوة . أستغرب يوري وهو يقول :ما الذي؟! ما هذا الشيء؟!
رفع يامادا الفأس بيد واحدة و ضربها في الأرض ، فاهتزت الأرض من حوله و فقد الدرع الآلي توازنه ، تراجع القناع الدموي عن وجه يامادا ، و وضع الفأس خلف ظهره ، نزلت قطرة دم على وجه يوري فصاح قائلا : مستحيل....
فمزق إلى نصفين هو مع درعه الآلي الخاص به ، و انتشرت الدماء وهي تغطي جسد الدرع الآلي ، وقف أمام البوابة . أغمض عينه للحظة ثم فتحها وهو يكون القناع على وجهه ، و لكم البوابة ، فتكسرت في مكانها إلى فتات .
أخذ يتقدم بخطى واثقة . وجهت إليه فوهة مدفع ، انطلقت نحوه ، فأمسك بالطلقة و رماها جانبا وهي تنفجر ، و أمسك بالفأس و مزق المدفع و الذي يقوده . بدأ البعض بالهرب و البعض الأخر يواجهه ، و سرعان ما تمزق رأس ، أحشاء ، و أطراف ، بعضهم يموتون من النزيف ، أما هو ، فلا يزال يتقدم حتى وصل إلى المنتصف ، و تراجع عنه القناع و هو يصرخ: أخرج أينما كنت !!
انطلق صوت غابسارو وهو يقول: إذا لقد جئت .
اتجه يامادا نحو مصدر الصوت ، وهو يرد عليه : نعم ... جئت لكي أنتقم بما فعلته بقريتي ... وبوالدتي !!
بدأ غابسارو يسخر منه وهو يقول بإستنكار: كل هذه الجلبة لأني قتلت أمك أيها الصغير !؟
وبدأ يضحك ، ثم قال غابسارو : هل تعلم لم أحرقت تلك القرية ؟! لكي أحرر شبح أونيياما ، على ما يبدوا .. قد جاء معك إلى هنا ...
ظهر الشبح أونيياما وهو يسأله : ماذا تريد أيها البشري ؟
رد عليه غابسارو : أريدك أنت ، أنت تقدر أن تعجل الشخص لا يقهر ، و يقدر أن يتحكم بعقول الناس .. لكي أحكم هذا الكوكب بأكمله و بقية الكون !!
أطلق أونيياما صوت سخرية ، ثم قال له : حاول إذن أن تهزم آخر فرد من القبيلة الذين هم من سلاستي أيها البشري !!
و اختفى ، و غابسارو يقول : هذا ما سأفعله !!
ضغط على زر و فتح باب تحت يامادا. نزل يامادا إلى تحت الأرض ، هبط بين الجماجم . عندما وقف و أخذ ينظر يمينا و شمال ، أنطلق صوت زمجرة من خلفه ، التفت يامادا وهو يقول: منزل جميل . أعجبني الديكور .
خرجت سحب هواء قوي آتية إلى مكان الوحش الذي يسكن المكان ، فقال يامادا له :ها تريد اللعب ؟ ، حسنا لا بأس .. ها أنا قادم!!
اندفع باتجاهه ودخل إلى داخله ، سخر غابسارو وهو يقول: قريبا ستصبح قوى الشبح لي .
فجأة اندفع نحو الخلف وهو يقول: ماذا؟
فجأة اهتز المكان بالكامل ، خرج يامادا من الحفرة الذي وقعها ، وهو يرمي برأس ذلك الوحش أمام غابسارو
قائلا : آسف على قتل حيوانك المدلل ، لكنه لم لاعبا جيدا .
كانت الدماء تسيل من راس الوحش ، اندفع إليه يامادا و لوح الفأس عليه . اندفع غابسارو إلى الخلف متعديا ضربات الفأس بصعوبة . عندما وقف نظر إلى نفسه فوجد جزءا من ملابسه قد تمزق و الدم يسيل من الجرح فيه فقال غابسارو له : تبا لك !!
ابتسم يامادا ابتسامة خبيثة وهو يقول: ستكون نهاية حياتك على يدي !!
أخرج غابسارو سيف كبيرا وهو يقول: لن تكون كذلك !!
اندفع نحو يامادا ، فصد السيف بالفأس ، ثم تراجع إلى الخلف وهو يلوح بالفأس ، فصده غابسارو بطرف السيف الكبير ، ثم بدآ يحتكان ، و تقابل الخصمين وجها لوجه . أبعد يامادا يده الأخرى و وجه لكمة إلى وجه غابسارو ، فأمسك غابسارو قبضة يامادا . تراجع يامادا إلى الخلف . أحس غابسارو بألم شديد في يده ، نظر إليها وهو يقول: ماذا ؟
عندما نظر إلى يامادا كان يمسك بأحد أسنان الوحش وهو يقول: ماذا ألم يعجبك التذكار من حيوانك المدلل ؟
فغضب غابسارو وهو يقول: كفى لعبا !! سأقضي عليك الآن!!
غرز سيفه على الأرض و رفع يده نحو الأعلى وهو يكون كرة طاقة كبيرة مدمرة !! ثم رمى بها وهو يقول: كل هذه !!
أخذت تدمر كل ما يعترض طريقها ، عندما اصطدمت بها يامادا ، كان يقف في مكانه دون حراك ، دمرت نصف المبنى ، الجهة التي كان يقف فيها يامادا ، وانتشر غبار كثيف . بدأ غابسارو يضحك وهو يقول : لقد قضيت عليك !!
انطلق صوت يامادا وهو يقول: كف عن هذا الهراء !!
اندفع خارج الغبار و مزق ذراع غابسارو ، فصرخ غابسارو من الألم ، ثم قال بألم و هو يضغط على ما تبقى من ذراعه محاولا إيقاف الدم: كيف ؟! كيف قدرت أن تنجوا ؟!
تكون القناع على وجه يامادا ، استغرب غابسارو وهو يقول: ما الذي؟
حاول أن يستعيد توازنه . مزقت ذراع ثانية ، ثم قدميه . تراجع القناع عن يامادا الذي يقول : ما هو شعورك الآن ... أتشعر بالعجز ؟ أتشعر بالضعف ؟!!!
بدأ غابسارو منذهلا ، لكنه لم يتحرك .. لم يعد قادرا على فعل شيء . قال يامادا : و الآن ... سأصب جم غضبي عليك !!
غرز الفأس في الأرض ، و أخذ يمزق غابسارو بيديه !! مثل حيوان متوحش يقتل لأجل المتعة !! بقي رأسه . رمى به يامادا نحو الأعلى و مزقه إلى نصفين !! وقف يامادا وهو يتنفس بعمق و جسده مغطى بدماء، غادر المكان و القناع يتراجع عنه . انطلق صوت صهيل حصانين ، يقتربان منه ، وقف أمامه كلا من ساتو و كيريكا ، ثم قال له ساتو : هل انتهيت ؟
فرد يامادا : نعم... و الآن وداعا ... لن تروني مجددا .
أخذ يتابع طريقه ، بدأت السماء تتلبد بالغيوم ، وهطل المطر وهو يغسل ياماد من الدماء ، رمى ساتو نحو بمعطف مطري أسود وهو يقول: يبدوا أنك نسيت هذا .
أمسك به يامادا و ارتداه وهو يتابع سيره ، شعرت كيريكا بقطرة على وجهها فقالت: ما هذا؟
وضعت يدها عليها و ذاقتها . وجدت أنها مالحة ، فاستغربت وهي تقول : دموع ؟
فقال لها : إنه اليوم ... اليوم هو نفس اليوم الذي احترقت فيه قريته منذ عشر سنوات .
نظرت إليه كيريكا وهي تقول: هكذا إذا ...
بدأ ساتو يغادر المكان وهو يقول : هل نذهب ؟
و تبعته كيريكا وهي تنظر باتجاه يامادا الذي يختفي شيئل فشيئا خلف التل و المطر ينهمر ....
النهاية
تمت بحمد لله تعالى .
و هذا إلى لقاء قريب بإذن الله تعالى مع المزيد من الاعمال ..
طبعا داركنس دراجون اشهر من نار على علم ممتاز جدا يامادا يا سفاح طبعا القصة روعة وانا قريته لا تقطع عنا بهذي الروايات والقصص الابداعية
ننتظر ابداعك
سلام